إجلاء جماعي للأجانب من إسرائيل وسط تصاعد التوتر مع إيران

بدأت السفارات الأجنبية في إسرائيل العمل على مختلف المستويات لإجلاء مواطنيها إلى بلادهم.

أولى تلك الجهات كانت السفارة البولندية، التي بدأت عملية إجلاء طارئة لمواطنيها بسبب الحرب مع إيران. سيتم نقل حوالي 200 مواطن بولندي موجودين في إسرائيل، والذين تواصلوا مع السفارة، بحافلات منظمة إلى العاصمة الأردنية عمّان، ومن هناك سيُنقلون جوًا إلى بولندا.

وأفادت التقارير: "نتوقع أن تتم عملية الإنقاذ خلال 12–24 ساعة القادمة".

وفي هذه المرحلة، صرحت وزارة الخارجية البولندية بأن الأمر لا يشمل كل من يحمل جواز سفر بولندي، بل "الذين كانوا عالقين في ما كان من المفترض أن تكون إقامة قصيرة، وهم سياح".

فيما نصحت سفارات أخرى مواطنيها بالتسجيل في قوائم مخصصة وانتظار خيارات الإجلاء. ووجّهت السفارة الألمانية مواطنيها إلى موقع إلكتروني تشجّعهم فيه على التواصل مع شركات الطيران والاستفسار عن موعد استئناف الرحلات.

في عام 2006، خلال حرب لبنان الثانية، أجلت ألمانيا آلاف المواطنين الذين كانوا في إسرائيل على متن رحلات خاصة لشركة "لوفتهانزا"، ولكن لم تُقدّم أي تفاصيل عن خطة إجلاء جماعي حالية.

وصرحت وزارة الخارجية الألمانية لصحيفة غلوبس: "فريق إدارة الأزمات التابع للحكومة الألمانية يجتمع بانتظام ويراقب الوضع في الشرق الأوسط عن كثب. نحن على اتصال بالألمان المدرجين في قائمة الطوارئ، وسنقدم معلومات بشأن خيارات الخروج متى ما أُتيحت".

وأرسلت السفارة الفرنسية لمواطنيها الذين تواصلوا معها بشأن مغادرة إسرائيل مواعيد فتح المعابر الحدودية إلى الأردن ومصر، مع توصية بالوصول إليها بوسائل نقل خاصة وخلال ساعات النهار.

كما أشارت السفارة الفرنسية إلى أن الخروج برًا فقط إلى مصر أو الأردن هو الخيار المتاح في هذه المرحلة، وأن الرحلات الجوية من عمّان تُلغى عادةً ليلاً بسبب عمليات الاعتراض الإسرائيلية.

وفعّلت قبرص نظام الطوارئ الخاص بها يوم الأحد، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، للسماح بإجلاء المواطنين الأوروبيين إلى الجزيرة عند الحاجة.

ووفقًا لتقارير من نيقوسيا، طلبت أيرلندا والبرتغال بالفعل إجلاءً بحريًا لمواطنيهما الموجودين في إسرائيل. وأعلنت وزارة الخارجية القبرصية: "نناقش مع هاتين الدولتين كيفية مساعدتهما".

أكثر من 60 ألف حامل جواز سفر بريطاني في إسرائيل

في بريطانيا، أفادت وسائل إعلام بأن الحكومة "أعلنت" عن خطط سابقة لإجلاء طارئ للمواطنين البريطانيين من إسرائيل، على الأرجح عبر قبرص ومطار أكروتيري التابع لبريطانيا.

وذكرت صحيفة ديلي ميل أن "آلاف البريطانيين عالقون في الشرق الأوسط"، مشيرةً إلى أن الحكومة أقرت بصعوبة تسيير رحلات الإجلاء في ظل الوضع الراهن، إذ كانت تخطط للاعتماد على طائرات تجارية مستأجرة.

وفقًا للصحيفة، يوجد حوالي 60 ألف حامل جواز سفر بريطاني في إسرائيل. وصرّح مواطن يبلغ من العمر 72 عامًا، وكان على اتصال بالسفارة في إسرائيل، للصحيفة: "كل ما يفعلونه هو إطلاعنا على المستجدات والبقاء على اتصال بنا"، ولكن في الوقت الحالي، لا توجد وعود بإنقاذ وشيك.

وعلى مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية، ناقش الإسرائيليون الذين يحاولون الفرار من البلاد على مواقع التواصل الاجتماعي إمكانية المغادرة عبر معبر طابا، إلا أن السلطات المصرية تمنع حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من الدخول برًا والمغادرة جوًا من شرم الشيخ.