عدوان الاحتلال يتسع إلى مخيم بلاطة شرقي نابلس: حظر تجول ونزوح واعتقالات
- Hawa Nablus
- 9 أبريل
- 3 دقائق قراءة

في توسيع للعدوان الإسرائيلي على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، اجتاح أكثر من 500 جندي إسرائيلي، منذ فجر اليوم الأربعاء، مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس شمالي الضفة. ومخيم بلاطة هو أحد أعلى مخيمات الضفة الغربية كثافة سكانية، حيث يعيش فيه أكثر من 25 ألف نسمة على مساحة لا تزيد عن 250 دونماً فقط، وفق رئيس لجنة الخدمات الشعبية للمخيم عماد زكي الطيراوي.
يقول الطيراوي كنا نتوقع هذا العدوان منذ أشهر، وتحديداً بعدما جرى في مخيمات جنين وطولكرم، حيث كان الاحتلال يحرّض بشكل دائم على مخيم بلاطة، ويقتحمه ويداهم البيوت والمؤسسات ويعلّق منشورات على جدرانه، يحذر سكانه من إيواء المقاومين، وإلا سيواجهون مصيراً مشابهاً، وهو ما يجري اليوم".
وتنتشر قوات الاحتلال في عدة حارات داخل مخيم بلاطة، فيما اتخذ القناصة أماكنهم فوق أسطح بعض المنازل، وحاصرت المخيم بعدما أغلقت جميع مداخله، وفرضت حظراً للتجول داخله. وتتركز العملية العسكرية في شارعي السوق والمدارس، وحارة الجماسين، التي تشهد انتقال جنود الاحتلال من منزل إلى آخر.
ويشير الطيراوي إلى أنّ قوات الاحتلال أجبرت بعض العائلات على مغادرة منازلها بالقوة والخروج من المخيم، ونفذت عمليات تفتيش داخل المنازل وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت عدداً من الشبان، وأخضعتهم للتحقيق الميداني، قبل أن تفرج عن بعضهم لاحقاً. وبشأن الاستعدادات للتعامل مع تداعيات العدوان، قال الطيراوي "لقد وضعنا خططاً للتعامل مع نتائج هذا العدوان، بالتنسيق مع جميع مؤسسات المخيم ومحافظة نابلس". ولم تسلم الطواقم الطبية والصحافية من الاعتداءات، إذ أصيب الصحافي مجاهد طبنجة بقنبلة غاز في ساقه خلال تغطيته العدوان، في حين منع جنود الاحتلال الطواقم الطبية من التحرّك داخل المخيم.
وأكد مدير الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بنابلس عميد صبح منع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من التحرّك في المخيم، بما في ذلك مشياً على الأقدام، مطالباً بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال للسماح للطواقم الطبية بالعمل ونقل الحالات المرضية، خاصة مرضى غسيل الكلى. وأدت العملية العسكرية على مخيم بلاطة إلى شلل كامل في مختلف القطاعات الحيوية، وقد توقفت العملية التعليمية في مدارس المخيم والمدارس المقامة في محيطه.

وحدتان وثلاث كتائب إضافية للاحتلال في مخيم بلاطة
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إنّ "وحدتين خاصتين ونحو ثلاث كتائب إضافية بدأت عملياتٍ عسكرية في مخيم بلاطة شرق نابلس ضمن عملية السور الحديدي في شمال الضفة الغربية". وبحسب المصدر الإسرائيلي، تشارك في العملية الحالية ثلاث كتائب ووحدتان خاصتان؛ "ماجلان"، و"دوفديفان"، والكتيبة 931 من "ناحال"، وكتيبتان احتياطيتان، وحرس الحدود.
وأضاف المصدر "تركز القوات على القبض على المسلحين وتحديد الأهداف الحساسة، فيما الهدف الأكبر هو تنفيذ غارة شاملة على مخيم بلاطة، كما حدث قبل أسابيع في جنين. استعداداً للعيد، ترفع القوات جاهزيتها، وتدخل إلى نابلس وبلاطة بهدف السيطرة عليها". وتتواصل عملية "السور الحديدي" منذ نحو ثلاثة أشهر في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية؛ والتي أسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وهدم وحرق مئات المنازل، وتغيير معالم المخيمات وتفريغها من أهلها، ونزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني.
وأُسّس مخيم بلاطة عام 1950 في الضفة الغريبة شرقي مدينة نابلس على أرض زراعية تابعة لقرية بلاطة بأقصى الطرف الغربي من سهل عسكر. وينحدر سكانه من عشرات القرى التابعة لمناطق اللد والرملة ويافا، والعديد منهم أصولهم بدوية. ويعدّ المخيم أحد أكبر المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، بني على أرض ضيقة مساحتها كيلومتر مربع، ويعد أحد أكثر مخيمات الضفة كثافة، إذ بلغ عدد سكانه عام 2023 أكثر من 23 ألف لاجئ فلسطيني، بحسب الموقع الرسمي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بينما كان يضم نحو 5 آلاف لاجئ عند تأسيسه، ثم تزايد عدد سكانه بحلول 1995 ليصبح نحو 16 ألف نسمة.
_
سامر خويرة
Comments