top of page

علماء يابانيون يبتكرون بلاستيكًا يتحلل في مياه البحر خلال ساعتين

  • صورة الكاتب: Hawa Nablus
    Hawa Nablus
  • 16 يونيو
  • 2 دقيقة قراءة

طور باحثون من معهد "ريكن" وجامعة طوكيو في اليابان مادة بلاستيكية تذوب تمامًا في مياه البحر خلال ساعتين فقط، ما يمكن أن يُنهي خطر وجود الشظايا البلاستيكية الدقيقة، ويوفر حلًا محتملاً لآفة العصر الحديث التي تلوث المحيطات وتضر بالحياة البرية.


وفي أحد المختبرات في مدينة واكو، بالقرب من طوكيو، أظهر الفريق خلال تجربة اختفاء قطعة صغيرة من البلاستيك في حاوية من الماء المالح بعد تحريكها لمدة ساعة تقريبًا.صُنعت المادة البلاستيكية الجديدة من مكونين أساسيين (مونومرين):الأول هو هيكساميتافوسفات الصوديوم، وهو مضاف غذائي شائع،والثاني يعتمد على أيونات الغوانيدينيوم، وهي مركب كيميائي متعدد الاستخدامات.


بدمج هذين المكونين، ابتكر الفريق بلاستيكًا يحافظ على قوته ومتانته، لكنه يتميز أيضًا بقدرة فائقة على التحلل في المياه المالحة.

ورغم أن العلماء أجروا تجارب عديدة على البلاستيك القابل للتحلل البيولوجي، يؤكد باحثو معهد "ريكن" وجامعة طوكيو أن مادتهم الجديدة تتحلل أسرع بكثير، ولا تترك أي أثر.


ورغم عدم الإعلان عن خطط تجارية بعد، صرّح قائد المشروع، تاكوزو أيدا، بأن أبحاثهم جذبت اهتمامًا واسعًا، بما في ذلك من العاملين في قطاع التعبئة والتغليف.

وتأتي هذه الجهود ضمن سباق عالمي لتقديم حلول مبتكرة لأزمة النفايات البلاستيكية المتزايدة، والتي تحظى بدعم من حملات التوعية مثل يوم البيئة العالمي في 5 يونيو من كل عام.


وأشار أيدا إلى أن المادة الجديدة قوية كالبلاستيك البترولي، لكنها تتحلل إلى مكوناتها الأصلية عند تعرضها للملح. ويمكن بعد ذلك للبكتيريا الطبيعية استقلاب هذه المكونات، مما يمنع تكون الجزيئات البلاستيكية الدقيقة التي تضر بالحياة البحرية وقد تدخل السلسلة الغذائية.


وأوضح أن الملح الموجود في التربة أيضًا يُسهّل عملية التحلل، إذ تتحلل قطعة بحجم 5 سنتيمترات على اليابسة خلال أكثر من 200 ساعة تقريبًا.

وأكد أن المادة الجديدة غير سامة، وغير قابلة للاشتعال، ولا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون، كما يمكن استخدامها كبلاستيك عادي عند طلائها بطبقة عازلة.


وتتميز الجزيئات الأحادية أيضًا بقدرتها على التحلل الحيوي، إذ تستطيع البكتيريا استقلابها، مما يُسهم في تقليل التلوث البيئي بشكل أكبر. ويمكن لقطعة بحجم 5 سنتيمترات أن تذوب في مياه البحر خلال ساعتين إلى 3 ساعات فقط، أو تتحلل في التربة خلال حوالي 10 أيام.


وللاستخدام العملي، يمكن طلاء هذا البلاستيك بطبقة عازلة للماء ليظل محافظًا على خصائصه إلى أن يتعرض للمياه المالحة، ما يجعله خيارًا نادرًا يجمع بين المتانة، والتحلل الآمن، وقابلية إعادة التدوير.

وتمكّن الفريق من استعادة أكثر من 90% من "هيكساميتافوسفات الصوديوم"، وأكثر من 80% من "الغوانيدينيوم" على شكل مسحوق بعد التحلل، مما يُثبت إمكانية إعادة تدوير المادة بدرجة كبيرة.


وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد توقع تضاعف تلوث البلاستيك ثلاث مرات بحلول عام 2040، مما قد يُضيف ما بين 23 إلى 37 مليون طن من النفايات إلى محيطات العالم سنويًا.


وبات تلوث البلاستيك أزمة عالمية خطيرة، إذ تُلوث الجزيئات الدقيقة الأنظمة البيئية والحياة البرية وصحة الإنسان. وقد تصل هذه الجزيئات إلى أماكن غير متوقعة، بما في ذلك خلايا الدماغ والأجنة البشرية.

Comments


bottom of page