مشروع تطوير الأهرامات: مصر تطلق خطة شاملة لتنظيم زيارة المعلم الأشهر
- Hawa Nablus
- 8 يونيو
- 2 دقائق قراءة

أطلقت مصر مشروعًا متكاملًا لتطوير منطقة هضبة الجيزة، حيث تقع الأهرامات الثلاثة وأبو الهول، بتكلفة تصل إلى 30 مليون دولار، في خطوة تهدف إلى تحويل الموقع إلى تجربة سياحية أكثر تنظيمًا وجودة، بعد عقود من العشوائية.
يُعد المشروع، الذي سيُفتتح رسميًا في 3 يوليو/تموز 2025، أول إعادة هيكلة شاملة لمنطقة الأهرامات منذ عقود، ويأتي ضمن شراكة بين الحكومة المصرية وشركة "أوراسكوم بيراميدز إنترتينمنت"، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس.
تغيير جذري في الدخول والتنقل
من أبرز ملامح المشروع نقل بوابة الدخول إلى ما يُعرف بـ"البوابة الكبرى"، التي تقع على طريق سريع يبعد 2.5 كيلومتر عن الموقع الأثري، ما ألغى الزحام السابق قرب الأهرامات. بعد الدخول، يمر الزوار عبر قاعة عرض حديثة، ثم يستقلون حافلات من نوع "اصعد وانزل" تتوقف في محطات محددة داخل الموقع، مزودة بخدمات أساسية مثل دورات مياه، متاجر للهدايا، ومقاهٍ مكيفة.
كما تم افتتاح عدد من المطاعم الراقية، أبرزها مطعم "خوفو" المطل على الهرم الأكبر، والذي يقدم أطباقًا مصرية تقليدية بلمسة فاخرة. وقد صُنّف المطعم ضمن قائمة "وورلد 50 بست" لأفضل مطاعم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
الزائرة الكندية من أصل مصري، مريم الجوهري، قالت: "لم تكن تجربة ممتعة في الماضي، أما الآن فهي تشبه زيارة متحف عالمي".
ضبط الباعة والخيالة... تدريجيًا
لا تزال مسألة تنظيم عمل الخيالة والباعة الجائلين من أبرز التحديات. لطالما اشتكى الزوار من استغلالهم وطلب مبالغ إضافية في مواقف مفاجئة، كما حصل مع الجوهري في زيارتها السابقة عام 2010، عندما طُلب منها دفع رسوم إضافية فقط لإنزالها من على ظهر الجمل. لكنها أكدت أنها تجنبت تمامًا التعامل معهم في زيارتها الأخيرة.
وقد نقلت السلطات هؤلاء العاملين إلى منطقة مخصصة بعيدًا عن المعالم، لكن بعضهم لا يزال يحاول العودة إلى المداخل القديمة. عمرو جزارين، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم بيراميدز، قال: "نحتاج إلى وقت وضبط تدريجي لضمان تطبيق القانون وراحة الزوار. الناس كانوا يخشون زيارة الأهرامات بسبب هذا السلوك".
عائدات غير مباشرة وطموحات أكبر
الشركة المُشغّلة لا تحصل على عائدات بيع التذاكر، التي تظل من نصيب الحكومة، لكنها تعتمد على إيرادات الجولات الخاصة، وتأجير المحلات والمطاعم، والرعايات التجارية.
رغم التطوير، لا تزال أعداد الزوار أقل من المتوقع. فقد بلغ عدد زوار الموقع في 2024 نحو 2.5 مليون شخص، نصفهم من المصريين، مقارنة بـ12 مليون زائر للكولوسيوم في روما عام 2023. وتشير وزارة السياحة إلى أن عدد الزوار ارتفع بنسبة 24% في أبريل/نيسان 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
جزارين علّق قائلاً: "من غير المقبول أن أهم نصب أثري في العالم لا يستقطب سوى مليون سائح أجنبي سنويًا، نطمح لأن نصل لأضعاف هذا الرقم".
مستقبل الأهرامات والسياحة الثقافية
تأمل الحكومة المصرية أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في تجربة زيارة الأهرامات، خاصة مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي تبلغ تكلفته نحو مليار دولار.
وإلى جانب الحفاظ على إرث عمره أكثر من 4600 عام، تراهن الدولة على هذه المشاريع لجعل السياحة الثقافية مصدرًا متجددًا للعائدات والنمو الاقتصادي، رغم التحديات الإقليمية القائمة.
_
المصدر: بلومبيرغ
Comments