top of page

إسرائيل ستذهب للتفاوض حول المرحلة الثانية

صورة الكاتب: Hawa NablusHawa Nablus

خبير لـ"هوا نابلس": إسرائيل ستذهب للتفاوض حول المرحلة الثانية


هوا نابلس:

تسعى إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى التفاوض حول صفقة جديدة تتعلق بإفراجات عن أسرى فلسطينيين، في إطار المرحلة الثانية من الصفقة التي بدأت بعد عملية السابع من أكتوبر. هذه الصفقة تأتي في وقت حساس، حيث لا يزال التوتر في قطاع غزة والضفة الغربية في ذروته، وتستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة.

وفقًا للتقارير الصحفية، قد تبدأ المرحلة الثانية من التفاوض يوم غد الاثنين. لكن هناك تباين في التصريحات حول ما إذا كانت هذه المرحلة ستتم في الوقت المحدد أم سيتم تأجيلها لحين عودة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة.

في هذا السياق، يشير المختص في الشؤون الإسرائيلية ياسر مناع لـ"هوا نابلس" إلى أن إسرائيل قد تكون مستعدة للإفراج عن الأسرى من أصحاب الأحكام العالية، مثل مروان البرغوثي وآخرين، لكن هذا الإجراء يبقى في إطار المناورة السياسية أكثر من كونه قرارًا نهائيًا. في المقابل، يرى البعض أن ملف الأسرى قد يكون قد تم حسمه في إسرائيل، وأن هذه الصفقة تأتي فقط كجزء من تحركات سياسية لتخفيف الضغط الدولي والمحلي.

ويرى مناع هناك عوامل تدفع نحو ذلك منها القناعة التي باتت تترسخ لدى الاحتلال، أنه على الرغم من العمليات العسكرية الواسعة التي نفذه منذ السابع من أكتوبر، إلا أن قواته لم تتمكن من القضاء على المقاومة الفلسطينية بشكل كامل أو إنهاء حكم حماس في غزة. هذه المعادلة تضع إسرائيل أمام تحدٍ استراتيجي كبير، لا سيما في ظل استمرار المخاوف من تكرار سيناريو الهجوم في المستقبل.


انقسامات داخلية

من جهة أخرى، تتزايد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث لا يبدو أن هناك توافقًا داخليًا حول ما يجب أن تكون عليه السياسة المستقبلية تجاه غزة. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن إسرائيل من إغلاق هذا الملف بطريقة تضمن لها الأمان الاستراتيجي دون المزيد من الانزلاق في حرب استنزاف طويلة الأمد؟

ويلفت مناع إلى أن من أبرز القضايا التي تطرح نفسها حاليًا هي إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. إسرائيل، وفقًا للعديد من التحليلات، قد تجد نفسها مضطرة لتولي مسؤولية إدارة القطاع بشكل كامل، وهو خيار يراه الكثيرون غير قابل للتنفيذ بسبب التكاليف البشرية والمادية الكبيرة التي سيترتب عليها.

الخيارات المطروحة أمام إسرائيل تتراوح بين احتلال كامل لقطاع غزة، أو الإبقاء على الوضع القائم مع إيجاد حلول مرحلية، مثل إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع عبر لجنة تكنوقراط. ومع ذلك، تبقى هذه الحلول في حاجة لتوافق فلسطيني داخلي، وهو أمر صعب التحقيق في ظل الانقسامات القائمة بين الفصائل الفلسطينية.


العدوان على الضفة

على صعيد آخر، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، حيث تم استهداف مناطق مثل جنين وطولكرم وطوباس، بهدف القضاء على ما تسميه "جيوب المقاومة". هذه العمليات لا تقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل تحمل أهدافًا سياسية واضحة، أبرزها تقسيم الضفة الغربية وإعاقة حركة الفلسطينيين بين المدن والقرى.

علاوة على ذلك، يبدو أن هناك محاولة إسرائيلية لتهجير السكان الفلسطينيين من بعض المخيمات إلى المدن والقرى الفلسطينية المجاورة. هذه السياسة تتخذ شكلًا من أشكال التهجير الداخلي، والتي تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في المنطقة.


ويختم بقوله "يبدو أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة معقدة جدًا، حيث تتداخل الأبعاد الأمنية والسياسية والإنسانية. في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، فإن التحديات الداخلية والخارجية تجعل من الوصول إلى حل مستدام أمرًا صعبًا للغاية. صفقة الأسرى تمثل أحد ملفات التفاوض المهمة، لكنها تظل جزءًا من صراع أوسع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، في سياق مستمر من الأزمات السياسية والعسكرية".



كتابة: عطاء الهدهد

تحرير: سامر خويرة

Comments


bottom of page