صفقة الأسرى تقترب وسط غموض التفاصيل وتعديلات حماس
- Hawa Nablus
- 5 يوليو
- 3 دقيقة قراءة

حتى بعد رد حركة حماس الإيجابي على صفقة تبادل الأسرى وتفاؤل الرئيس الأمريكي بقرب إعلان وقف إطلاق النار خلال أسبوع، لا تزال التفاصيل غامضة والطريق ربما طويل نحو الصفقة، بحسب تساؤلات طرحتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
على سبيل المثال، من سيحدد قائمة الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم العشرة الأحياء و18 جثة؟ كذلك من هم الأسرى الفلسطينيون الذين سيُفرج عنهم من سجون الاحتلال؟ هل سيبقى صندوق المساعدات الأمريكي في قطاع غزة؟ إلى أي خطوط سينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عن وقف الحرب؟
حماس في ردها طلبت ثلاثة تعديلات على المقترح: توزيع المساعدات، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، والالتزام بعدم تجديد القصف بعد انتهاء مهلة الستين يومًا. من هم الأسرى الإسرائيليون الذين سيتم إطلاق سراحهم؟ خلافًا للمرة السابقة، عندما كانت قائمة المفرج عنهم معروفة واستندت إلى قائمة قدمتها إسرائيل قبل بضعة أشهر، هذه المرة - إذا تم تنفيذ الصفقة الجزئية على الطاولة - ليس من الواضح من هم الأسرى العشرة الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم من أسر حماس، وكذلك الجثث الثماني عشرة. أما بشأن الأسرى الفلسطينيين، فإن المخطط المنشور ينص على أنه مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثة إسرائيلية، ستُفرج إسرائيل عن عدد مُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين. ورغم عدم تحديد عددهم، إلا أن تفاصيلهم معروفة نسبيًا، ويُقدّر عددهم بألف أسير وحوالي 100 أسير مؤبد. لكن حماس ستطالب بالإفراج عن "الرموز"، والأسماء الكبيرة، وهو ما ستُعارضه إسرائيل، بحسب الصحيفة.
الاتفاق ينص على أن المساعدات ستُوزّع عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر. ولم يُذكر توزيع المساعدات عبر صندوق الإغاثة الأمريكي (GHF) صراحةً، وتطالب حماس بأن تكون آلية توزيع المساعدات متوافقة مع تفاهمات وقف إطلاق النار السابق، وبإخراج الشركة الأمريكية من قطاع غزة. لكن التوقعات تشير إلى أن إسرائيل سترفض هذا المطلب، وكذلك الولايات المتحدة التي أعلنت للتو عن تحويل 30 مليون دولار إلى الصندوق.
في ما يخص إعادة انتشار جيش الاحتلال، فإنه وفقًا للخطة، مع بدء وقف إطلاق النار، سيُعاد انتشار الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة وعلى محور نتساريم، وبعد أسبوع في جنوب القطاع. وتطالب حماس بانسحاب تدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المواقع المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار السابق، بينما ينص الاتفاق الجديد على أن إعادة الانتشار ستكون وفقًا لـ"خرائط يُتفق عليها"، ما يعني أن التفاصيل لم تُحسم بعد. ومن المتوقع إجراء نقاش حول نطاق الانسحاب والخطوط الجديدة. توافق إسرائيل على الانسحاب إلى "محور موراج"، وهو الممر الواقع في جنوب قطاع غزة والمعروف أيضًا باسم "فيلادلفيا 2"، لكنها تُصر على الحفاظ على محيط لا يقل عن 1.2 كيلومتر داخل قطاع غزة، أي على بُعد 250 مترًا من المحيط الأصلي.
وتطالب حماس أيضًا بالتزام بعدم استئناف القتال بعد وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، ووعدًا بمواصلة المفاوضات. وصرح مصدر مقرب من حماس لموقع يديعوت أحرونوت: "يجب على مصر وقطر والولايات المتحدة تقديم ضمانات لاستمرار العملية". من ناحية أخرى، لم يُصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولو لمرة واحدة حتى الآن بدعمه إنهاء الحرب كجزء من صفقة، ولكنه أوضح في الأيام الأخيرة فقط قائلًا: "لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماسستان. لن نعود إلى ذلك. لقد انتهى الأمر". على أي حال، لم يُكشف عن صيغة الضمانات حتى الآن.
المخطط المنشور لم يتطرق إلى مصير حماس في "اليوم التالي" للحرب. وأفاد المصدر نفسه أن نتنياهو أكد في اجتماع الكابينت أنه لن يتخلى عن هدف إخضاع حماس: "لن تتمكن حماس من البقاء في غزة، إنهم يتحدثون عن النفي وإنهاء الحرب في غضون شهرين". من جهتها، ذكرت حماس في بيان رسمي أن الحركة "مستعدة بكل جدية للدخول فورًا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ الاتفاق". وأكدت إسرائيل لاحقًا استلام رد الحركة، وأن تفاصيله قيد الدراسة. وسيجتمع الكابينت الإسرائيلي اليوم لمناقشة هذه المسألة، على الرغم من معارضة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير للمخطط المُقترح.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن مجلس الوزراء والحكومة الإسرائيلية سيوافقان على الاتفاق، حتى لو صوّت ضده وزيرا الصهيونية الدينية وحزب "عوتسما يهوديت". وصرح المصدر الإسرائيلي أن التوجه هو أن نتنياهو وترامب سيعلنان الاتفاق بشكل مشترك خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الاثنين. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن "جميع الأطراف تدعم الاتفاق. رئيس الأركان والشاباك يدعمان أيضًا اتفاقًا جزئيًا".
Comments