top of page

الأسرى الفلسطينيون يواجهون الجوع والأوبئة والتعذيب في سجون الاحتلال

  • صورة الكاتب: Hawa Nablus
    Hawa Nablus
  • 4 يوليو
  • 3 دقيقة قراءة

يعاني الأسرى الفلسطينيون، وقسم كبير منهم قاصرون، في السجون الإسرائيلية، وبشكل خاص في سجن مجدو، من سياسة متعمّدة تتّبعها مصلحة السجون، تؤدي إلى المجاعة وانتشار الأوبئة، ما يُفضي إلى فقدان الوزن، وهزال شديد في الأجساد، وفي بعض الحالات إلى استشهاد أسرى. كما يعاني الأسرى من التعذيب والممارسات العنيفة المتواصلة من جانب السجّانين.


إحدى هذه الحالات كانت في شهر آذار/مارس الماضي، عندما انهار الأسير وليد أحمد (17 عامًا) في ساحة سجن مجدو واستشهد. وكشف تقرير كتبه طبيب حضر تشريح الجثمان بتكليف من عائلة الأسير الشهيد، أن جسد وليد كان خاليًا تقريبًا من الأنسجة الدهنية (التي لا يمكن لجسم الإنسان أن يعيش بدونها، فهي مخزن للطاقة، وعازل حراري، ووسادة واقية للأعضاء، وتشارك في إنتاج الهرمونات وتنظيمها)، وأنه عانى من الوباءين المنتشرين في السجن، وهما الجرب والتهاب الأمعاء الغليظة.


لكن السلطات الإسرائيلية لم تحقق في استشهاد الأسير وليد. وحسب تعقيب وزارة الصحة الإسرائيلية، فإنه "بموجب القانون، تُنقل نتائج غير مألوفة (للتشريح) إلى الجهات ذات العلاقة"، كما أن وحدة التحقيقات مع السجّانين في الشرطة لم تحقق باستشهاد وليد، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة.


وأفادت المنظمة الحقوقية "أطباء لحقوق الإنسان"، الشهر الماضي، بأن وباء الجرب منتشر أيضًا في سجون "كتسيعوت" (سجن النقب الصحراوي) و"غانوت" (في جنوب النقب) و"أيالون" (سجن الرملة)، التي يقبع فيها أسرى فلسطينيون. وجاء في تصريح قدّمته المنظمة في إطار التماس حول تقليص كميات الطعام المقدّمة إلى الأسرى، أن الأسرى أفادوا بانخفاض كبير في أوزانهم. ونقلت الصحيفة عن محامين قولهم إن الظروف الأسوأ يعاني منها الأسرى في سجن مجدو.


منذ بداية الحرب على غزة، استشهد 5 أسرى في سجن مجدو، و7 في سجن النقب الصحراوي. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني باستشهاد 73 أسيرًا في السجون الإسرائيلية، وكان على جثماني أسيرين علامات تؤكد تعرضهما للتعذيب وعنف شديد. وأفاد أسرى بأن عنف السجانين أمر اعتيادي في السجون.


ونقلت الصحيفة عن أسير قاصر محرر من نابلس قوله: "لا أحد يشبع في السجن. كان السجانون يدخلون صحن أرز لعشرة أشخاص في الزنزانة. هذه كمية تكفي لشخص واحد، لكننا جميعًا تشاركنا فيها".


وأضاف أن هذه كانت وجبة الغداء، أما الوجبات الأخرى فكانت صغيرة جدًا أيضًا. وأشار إلى أن قطعة الجبن "لا تكفي لتغطية قطعة الخبز". ولم يستجب السجانون أبدًا لطلبات الأسرى بزيادة الطعام. وأكد القاصر: "خلدت إلى النوم جائعًا في جميع الأيام التي قضيتها في السجن".


وأفاد أسرى آخرون بأن جودة الطعام في سجن مجدو سيئة للغاية، وأن "السلطة تكون عفنة أحيانًا، والأرز غير مطهو"، وأبلغوا محاميهم بأن الكمية المقدّمة في الزنزانة لا تتجاوز "ملعقتين أو ثلاث ملاعق في كل وجبة".


وأضافت الصحيفة أن هذه الممارسات ضد الأسرى تأتي نتيجة لسياسة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي أوعز بإحداث تغيير جذري في ظروف عيش الأسرى الفلسطينيين بعد بدء الحرب على غزة، بما في ذلك منع الأسرى من التوجّه إلى الكانتينا (دكان السجن)، وإخراج أواني وأجهزة الطهي من الزنازين، وتقليص كمية الطعام إلى الحد الأدنى "الذي يلزم به القانون".


وادعت مصلحة السجون، في ردّها على التماس قدّمته جمعية حقوق المواطن، أنها زادت كمية الطعام، وأرفقت قائمة بالمواد الغذائية المقدّمة للأسرى الفلسطينيين مقارنةً بالسجناء الجنائيين. وتبيّن من القائمة أن الأسرى يحصلون على نصف كمية اللحم المقدّمة للجنائيين، ولا يحصلون على الفاكهة أبدًا، ولا على حلويات، خلافًا للجنائيين.


لكن إفادة أسيرين فلسطينيين قاصرين أظهرت أنه حتى بداية العام الحالي، لم يحصلوا على قائمة الطعام الهزيلة التي تعهّدت بها مصلحة السجون أمام المحكمة. كما أكدت إفادات جميع الأسرى أنهم ظلّوا جائعين دائمًا.


وأُصيب عدد كبير من الأسرى بوباءَي الجرب والتهاب الأمعاء، لدرجة أن بعضهم لم يقوَ على النهوض من فراشه، حتى من أجل الذهاب إلى المرحاض. وأفاد عدد منهم بأن "المسعفين يحضرون إلى القسم، ينظرون من النافذة، ويعطوننا "أكامول" ويقولون: كُلوا أرزًا وخبزًا بدون أي شيء آخر".


وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، في نهاية العام الماضي، ردًا على التماس، أن حوالي 2800 أسير فلسطيني أُصيبوا بوباء الجرب المُعدي. وأفادت منظمات حقوقية بأن أسرى كثيرين عانوا في الوقت نفسه من الوباءين: الجرب والتهاب الأمعاء.


وكتب الطبيب الأخصائي في علم الأحياء الدقيقة السريرية، البروفيسور عاموس أدلر، في مذكرة لمنظمة "أطباء لحقوق الإنسان" قُدّمت إلى مصلحة السجون حول انتشار التهاب الأمعاء، أن "الأسباب المحتملة لانتشار الوباء هي الاكتظاظ، والنقص في التغذية، ومستوى النظافة المتدنّي".

Comentários


bottom of page