مستوطن يحوّل مقامًا إسلاميًا في مقبرة مأمن الله إلى مسكن والاحتلال يطالب العائلة بإثبات ملكيته
- Hawa Nablus
- قبل 23 ساعة
- 2 دقائق قراءة

في انتهاك جديد لحرمة المقدسات الإسلامية في القدس، أقدم مستوطن إسرائيلي على تحويل مقام الشيخ أحمد بن علي الدجاني، الواقع داخل مقبرة "مأمن الله" غرب المدينة، إلى مسكن خاص، بعد أن أزال القبر واليافطة التاريخية، وأدخل أثاثًا منزليًا إلى داخله.
عائلة الدجاني، التي تواظب على زيارة المقام، فوجئت خلال زيارتها الأخيرة باختفاء معالم القبر وتحويل المقام إلى غرفة سكنية تحتوي على سرير وطاولة وكراسي، في خطوة أثارت استنكارًا واسعًا.
ويُعد المقام معلمًا دينيًا وتاريخيًا يعود لأحد أبرز رجالات القدس، ويقع ضمن أرض مقبرة مأمن الله التي تمتد على مساحة نحو 200 دونم، وتمنع سلطات الاحتلال الدفن فيها منذ عام 1948.
وقال أحمد الدجاني، مدير لجنة رعاية المقابر الإسلامية وحفيد الشيخ الدجاني، إن العائلة أبلغت الجهات المختصة فور اكتشاف الاعتداء، حيث حضرت الشرطة وطواقم من بلدية الاحتلال إلى المكان، وأخرجت الأثاث من المقام، ثم قامت بإغلاقه، مطالبة العائلة بالتوجه إلى المحاكم الإسرائيلية لإثبات أن الموقع هو مقام وقبر.
وأضاف الدجاني: "الاعتداءات على المقابر الإسلامية باتت أمرًا روتينيًا، لكن تحويل مقام وقبر إلى مسكن يشكل محاولة جديدة لمحو المعالم الإسلامية والتاريخية المتبقية في مقبرة مأمن الله، التي لم يتبق منها سوى عدد محدود من المقامات والقبور".
وخلال تواجده مع الحاج مصطفى أبو زهرة، رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية، في الموقع، عاد المستوطن في محاولة لاقتحام المقام مجددًا، واعترف أمامهما بأنه أزال القبر ويدّعي السكن في المكان منذ 30 عامًا.
وقال أبو زهرة: "في جنح الظلام اقتحم المستوطن مقام الجد الأكبر لعائلة الدجاني وأزال القبر واليافطة التاريخية التي تؤرخ لوجوده"، مؤكدًا أن كتب التاريخ تشهد على وجود المقام منذ مئات السنين.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أقامت مشاريع عديدة على أرض المقبرة، بينها "حديقة الاستقلال"، ومدرسة دينية، وموقف سيارات، وفندق، ومتحف "التسامح"، إضافة إلى فنادق وبنايات وشبكات بنى تحتية أقيمت على رفات المسلمين.
وأكد أبو زهرة أن معظم القبور في مقبرة مأمن الله تم طمسها وإخفاء معالمها بالكامل، مشيرًا إلى أن لجنة رعاية المقابر الإسلامية ستتوجه اليوم برفقة محامٍ إلى الجهات المختصة لإثبات وجود المقام والقبر تاريخيًا في محاولة لمنع الاستيلاء عليه.
Comments