دراسة: تراجع حاد في أعداد الفقمات بالقارة القطبية بسبب ذوبان الجليد
- Hawa Nablus
- 20 يونيو
- 2 دقائق قراءة

أظهرت أبحاث جديدة أن أعداد الفقمات في القارة القطبية الجنوبية تتراجع تراجعًا كبيرًا مع ذوبان الجليد البحري حولها، مما يؤكد التأثير الخطير لظاهرة الاحتباس الحراري على المنطقة ونظامها البيئي.
ووجدت دراسة نُشرت في المجلة العلمية غلوبال تشينج بيولوجي أن أعداد "فقمة ويديل" – التي تعتمد على الجليد البحري المستقر من أجل الراحة والتكاثر والتغذية – انخفضت بنسبة 54% منذ عام 1977. كما انخفضت أعداد فقمة "الفراء القطبية الجنوبية"، التي تتكاثر على اليابسة لكنها تتأثر بتحولات السلسلة الغذائية، بنسبة 47%، حسب الدراسة.
وتتعارض هذه النتائج مع الافتراضات السابقة التي تفيد بأن عدد الفقمات، خاصة في جزر أوركني الجنوبية، قد استقر، رغم أن "فقمة فيل البحر الجنوبية" لم تظهر "أي انخفاض كبير على المدى الطويل".
وكان باحثون من هيئة المسح البريطاني للقطب الجنوبي يراقبون أعداد الفقمات في منطقة شبه القارة القطبية الجنوبية منذ سبعينيات القرن العشرين، وركزوا على ثلاثة أنواع: "فقمة ويديل"، و"فقمة الفراء القطبية الجنوبية"، و"فقمة الفيل الجنوبية"، في جزيرة سيجني.
وباستخدام سجلات الأقمار الصناعية منذ عام 1982، قارن فريق البحث التغيرات السنوية في تركيز الجليد البحري مع التعدادات التي أجريت منذ 1977. وبفضل 5 عقود من البيانات، تمكنوا من رسم صورة شاملة لكيفية تفاعل أعداد الفقمات مع الظروف الجليدية المتغيرة، وهو ما يصعب تحقيقه من خلال الدراسات قصيرة الأجل.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة مايكل دان: "للمرة الأولى، لا نكتفي بالتنبؤ بكيفية استجابة الحياة البرية لتقلص الجليد البحري والتحولات البيئية، بل أتيحت لنا فرصة نادرة لتأكيد ذلك باستخدام بيانات موثوقة وطويلة الأمد. إن الصورة التي توصلنا إليها مثيرة للقلق البالغ".
وفي ضوء النتائج، أثار الباحثون مخاوف بشأن كيفية تأثير انهيار المناخ على شبكة الغذاء في القارة القطبية الجنوبية، التي تعتمد عليها الأنواع الثلاثة من الفقمات.
وفي عام 2023، سجّلت رقعة الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية مستوى قياسيًا في الذوبان، حتى قبل نهاية الصيف الجنوبي، وفق المركز الوطني الأميركي لبيانات الجليد والثلج، مما ترك القارة عرضة لأمواج ورياح ساخنة تهدد الغطاء الجليدي بشكل غير مباشر.
وفي فبراير/شباط من ذلك العام، انخفض حجم الجليد البحري حول القارة إلى 1.91 مليون كيلومتر مربع، وهو أدنى مستوى مسجل منذ بدء قياسات الأقمار الاصطناعية عام 1978، قبل أن يعاود التعافي النسبي لاحقًا.
_
المصدر: الغارديان
Comentarios