دراسة: خسائر كبيرة في إنتاج الغذاء رغم التكيف مع تغير المناخ
- Hawa Nablus
- 20 يونيو
- 2 دقائق قراءة

أشارت دراسة حديثة إلى أن بعض المحاصيل الأساسية في العالم قد تعاني من خسائر كبيرة في الإنتاج بسبب انهيار المناخ، حتى لو تمكن المزارعون من التكيف رغم تدهور الطقس.
وحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر" (Nature)، من المتوقع أن تنخفض محاصيل الذرة، وفول الصويا، والأرز، والقمح، والكسافا، والذرة الرفيعة، بما يصل إلى 120 سعرة حرارية للشخص الواحد في اليوم، مقابل كل درجة مئوية واحدة ترتفع فيها درجة حرارة الكوكب.وتوصلت الدراسة إلى أن التغيرات في ممارسات الزراعة يمكن أن توقف الخسائر بنحو الربع بحلول عام 2050، وبنحو الثلث بحلول عام 2100، على الرغم من أنها لن توقفها تمامًا.
وقال الخبير الاقتصادي البيئي بجامعة إلينوي في أوربانا-شامبين، المؤلف الرئيسي للدراسة، أندرو هولتغرين:"في مستقبل يشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة، ما زلنا نشهد خسائر في إنتاجية السعرات الحرارية بنحو 25% على نطاق عالمي".
واستخدم باحثون من الولايات المتحدة والصين بيانات من 12,658 منطقة في 54 دولة لقياس مدى تكيف منتجي الغذاء مع مختلف التغيرات المناخية.وطبّقوا هذه العلاقات التاريخية على نماذج تحاكي إنتاج المحاصيل في المستقبل مع ارتفاع درجات الحرارة ونمو الاقتصادات، وقارنوا الخسائر بعالم افتراضي توقف فيه الاحتباس الحراري في أوائل القرن الحادي والعشرين.
وفي سيناريو ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وجدت الدراسة أن العائد النسبي لمحصول مثل فول الصويا سوف ينخفض بنسبة 26% بحلول عام 2100، حتى بعد الأخذ في الاعتبار التكيف، وارتفاع الدخول، وتأثير النباتات التي تنمو بشكل أسرع بسبب ثاني أكسيد الكربون الزائد في الغلاف الجوي.
كما وجدت الدراسة أن سيناريو احترار أكثر واقعية – أقرب إلى ما يجري حاليًا – سيؤدي إلى خسائر في محصول فول الصويا بنسبة 16%، والقمح بنسبة 7.7%، والذرة بنسبة 8.3%.وكان الأرز المحصول الوحيد من بين المحاصيل الستة التي درسها الباحثون، والذي سترتفع محاصيله بسبب تغير المناخ، مع زيادة متوقعة بنسبة 4.9%.
ويُعدّ قطاع الزراعة من بين الأكثر تضررًا من الظواهر الجوية المتطرفة، إلا أن العلماء واجهوا صعوبة في تحديد تأثير تدهور المناخ على إنتاج الغذاء. ويتمثل أحد مصادر عدم اليقين الرئيسية في مدى تكيف المزارعين مع ارتفاع درجات الحرارة من خلال تغيير المحاصيل التي يستخدمونها، ومواعيد زراعتها وحصادها، وكيفية زراعتها.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من حوالي 8 مليارات نسمة اليوم إلى 10 مليارات بحلول نهاية القرن، مما سيزيد الطلب على الغذاء في ظل تأثير الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة على أنماط الطقس.
ووجد الباحثون أن أكبر الخسائر ستلحق بالمناطق التي تُعتبر "سلة غذاء" اليوم، ذات الأراضي عالية الإنتاجية، لكنهم أضافوا أن سكان البلدان الأكثر فقرًا سيكونون من بين الأقل قدرة على تحمّل تكاليف الغذاء.
وقال هولتغرين:"في العديد من دراسات تأثير المناخ، يتضرر فقراء العالم، وهذا ما ينطبق هنا أيضًا. وما يختلف عن العديد من الدراسات السابقة هو أن المناطق الغنية نسبيًا والميسورة في العالم، والتي تُعد مصدر دخل رئيسيًا، هي في الواقع الأكثر تضررًا".
_
المصدر: الغارديان
Comments